لماذا ننشئ إدارة للإبتكار؟


نظرة تحليلية

سمعنا مؤخرا عن استحداث كثير من الجهات إدارات خاصة بالإبتكار والتي يكون الهدف منها المساعدة في خلق أفكار جديدة لتطوير منتجات أو خدمات تساعد المنظمة في تحقيق ميزة تنافسية. هذه الإدارات يقوم على كاهلها دور كبير يتمثل في زرع ثقافة التجديد داخل المنظمة والمرونة في تعديل الإجراءات وتقبل الأخطاء والتفكير في التوجهات المستقبلية بعيدة المدى.  

تلجأ كثير من الجهات إلى عمل المسابقات والهاكاثونات للعامة بغرض خلق أفكار ومنتجات جديدة ومن ثم ربطها بحاضنة أعمال خارجية لإستكمال تطوير المنتج وإطلاقه في السوق وهذا جيد ولكنه لا يعزز ثقافة الإبتكار داخل المنظمة حيث أن الغاية هي بناء منظومة داخلية مترابطة تتخذ من الإبتكار منهجا وأسلوبا مستمرا لا ينقطع.

ولمواجهة هذه المشكلة قامت كبرى الشركات العالمية بتأسيس ما يسمى مختبرات الإبتكار أو Innovation Lab وهي عبارة عن مساحة عمل ومعامل تفاعلية مزودة بكافة الأدوات اليدوية و التقنية اللازمة لتطوير نماذج أولية من الأفكار الإبداعية التي يخرج بها الموظفين حيث تتم مساعدتهم من قبل متخصصين في مجال توليد وتنقيح الأفكار واختبارها. تقوم إدارة الإبتكار بتشغيل هذا المختبر من خلال عقد ورش العمل الإبداعية بشكل دوري وممنهج بين مختلف الإدارات يتم فيها حصر التحديات اليومية ومحاولة حلها. كما انتهجت بعض الشركات تأسيس حاضنات أعمال داخلية خاصة بها In-house Incubator بحيث توفر برنامج متكامل لموظفيها المبدعين للخروج بمنتجات جديدة للمنظمة ومن أبرز هذه الشركات Walmart و Samsung و ING Group.

كل هذه استراتيجيات تحفز الإبتكار بشكل مؤسسي و ممنهج ولكن قد يقول البعض أن المنظمات قد لا يكون لديها القدرة لإنشاء هذه المراكز فأقول : أن الهدف الأساسي هو تحفيز فريق العمل للخروج بأفكار إبداعية بشكل مستمر و إيصال هذه الأفكاره للإدارة العليا بشكل سريع كي تخضع للتقييم (نجاح واستمرار أو فشل وتوقف).